تحليل السلوك أكثر من مجرد ملاحظة الأفعال والسلوكيات، بل هو نهج علمي لفهم السلوك والتأثير فيه. في هذه المقالة سنتعرف على الأهداف الثلاثة لتحليل السلوك كعلم، وكيفية تطبيق هذه المفاهيم وضرورتها لإحداث تغيير سلوكي هادف.
إذا كنت تتساءل يومًا كيف نفهم دوافع أفعالنا أو كيف نغير عاداتنا، سنقدم لك الإجابات التي تكشف لك القوة الحقيقية في ذلك.
يتضمن الوصف مراقبة السلوك وتسجيله بشكل منهجي دون تفسير. وهو يجيب على السؤال: ماذا يحدث؟ يهدف الوصف إلى إزالة التخمين أو الافتراض، وقبل أن نتمكن من تغيير السلوك، نحتاج أولاً إلى فهم أنماطه وسياقه.
لنلقِ نظرة على المثال: حيث يطلب محلل سلوك معتمد من أحد الوالدين جمع بعض بيانات ABC أثناء صراعه مع طفله الصغير قبل النوم. في هذا السيناريو، يخبر الوالد طفله أن وقت النوم قد حان (ما قبل السلوك). يبدأ الطفل على الفور بالبكاء والصراخ والتشبث عندما يُقال له أن وقت النوم قد حان (السلوك)، هنا يؤجل الوالد وقت النوم لمدة 10 دقائق (النتيجة/العواقب). تساعدنا هذه البيانات على فهم سياق السلوك، وهي الخطوة الأولى نحو تصميم تدخل فعال.
يعني التنبؤ إدراك الارتباطات بين الأحداث، فعندما يحدث س، من المرجح أن يتبعه ص. تذكر أن الارتباط لا يعني بالضرورة السببية.
يساعدنا التنبؤ بالسلوك على توقع السلوك قبل حدوثه، ويتيح لنا استخدام استراتيجيات استباقية بدلاً من استراتيجيات رد الفعل. باستخدام نفس المثال السابق، لنفترض أنه بعد تتبع بيانات ABC لمدة أسبوع، لاحظ محلل السلوك المعتمد (QBA/IBA/BCBA) أنه في حوالي 90% من الحالات، وقبل أن يُعلن الوالدان عن موعد النوم، أُغلق التلفزيون فجأةً، دون أي تحذير للطفل. هذا يعني أن نوبة الغضب ربما لا تتعلق بموعد النوم نفسه، بل على الأرجح بالانتقال المفاجئ من نشاط مفضل (التلفزيون) إلى نشاط غير مفضل (السرير).
الضبط هو أعلى مستويات الفهم، حيث يُمكننا من إثبات أن تغيير مُتغير بيئي (التدخل) يُغير السلوك بشكل موثوق. فبدون التحكم، ستعتمد التدخلات على الأمل لا الأدلة؛ لذلك يعتمد محللو السلوك على البيانات للتحقق من صحة استراتيجياتهم.
باستخدام نفس المثال السابق، يطلب محلل السلوك من أحد الوالدين تحذير الطفل قبل 5 دقائق باستخدام مُؤقت بصري، ويقول:5 دقائق إضافية من مشاهدة التلفاز، ثم وقت النوم. تُشير البيانات إلى أنه بدون استخدام المُؤقت، استمرت السلوكيات (نوبات الغضب، التشبث، ..إلخ) لأكثر من 10 دقائق كل ليلة.
بعد التدخل، استمرت نوبات الغضب دقيقة واحدة أو أقل كل ليلة. وبهذا، أثبتنا وجود علاقة وظيفية بإن إضافة المُؤقت (التدخل أو المُتغير المُستقل) غيّر سلوك نوبة الغضب بشكل موثوق (المتغير التابع).
تُوفر هذه المستويات الثلاثة من العلم: الوصف، والتنبؤ، والضبط، الإطار اللازم لتطوير فهم أعمق للسلوك في تحليل السلوك التطبيقي. ويلعب كل مستوى دورًا حيويًا في مساعدة محللي السلوك على فهم السلوك ذي الأهمية الاجتماعية، والتنبؤ به، وتغييره بطرق هادفة.
لاتوجد تعليقات