الأنشطة الحسية هي أي نشاط يُحفّز الحواس الخمس الأساسية: اللمس، والشم، والتذوق، والبصر، والسمع. وتُعد هذه الأنشطة شاملة أيضًا لأي فعل يُنشّط الجهازين الداخليين الحيويين اللذين غالبًا ما يُغفل عنهما:
الجهاز الدهليزي (Vestibular): يرتبط بالأذن الداخلية ويساعدنا في الحفاظ على التوازن والحركة.
الحس العميق (Proprioception): يشمل إدراك الجسم ويساعدنا على فهم موقع كل جزء من أجزاء الجسم بالنسبة للآخرين، وكذلك معرفة القوة اللازمة لتحريك الأشياء.
اضطراب المعالجة الحسية في اضطراب طيف التوحد (ASD)
يواجه الأطفال ذوو اضطراب طيف التوحد (ASD) تحديات فردية في تنظيم وتفسير المعلومات الحسية الواردة من البيئة، وهي حالة تُعرف باسم اضطراب المعالجة الحسية (Sensory Processing Disorder).
هو خلل في التفاعل مع الحواس الخمس والحواس الداخلية (الحس العميق والدهليزي) يؤثر بشكل مباشر على السلوك، التركيز، والمهارات الاجتماعية. قد تُصبح الحواس الخمس (اللمس والشم والتذوق والبصر والسمع) مُرهقة للأطفال المصابين بالتوحد إذا لم يُدرّبوا على التعامل معها بشكل صحيح.
أهمية العلاج الحسي والإطار العلاجي
من هنا تأتي أهمية العلاج الحسي وبرامج التكامل الحسي كنهج علمي وفعال لتمكين الدماغ من الاستجابة بـ "استجابات تكيفية" مناسبة.
أهمية العلاج الحسي والإطار العلاجي
من هنا تأتي أهمية العلاج الحسي وبرامج التكامل الحسي كنهج علمي وفعال لتمكين الدماغ من الاستجابة بـ "استجابات تكيفية" مناسبة.
لا يمكن بدء العلاج الوظيفي الحسي دون تقييم دقيق للاحتياج الفردي للطفل. يتضمن التقييم ما يلي:
المقابلة والملف الحسي (Sensory Profile): يقوم أخصائي العلاج الوظيفي (OT) بجمع معلومات مفصلة من أولياء الأمور والمعلمين حول استجابات الطفل اليومية للمثيرات (الأصوات، الأضواء، الملامس، الحركة). كما يتم استخدام أدوات موحدة، مثل: "استبيان الملف الحسي" لتحديد نمط الاستجابة:
فرط الحساسية (تجنب)، نقص الحساسية (بحث عن التحفيز)، أو حساسية عادية.
الملاحظة السريرية: ملاحظة كيفية تفاعل الطفل مع أدوات التحفيز الحسي والحركي في غرفة العلاج لتحديد مستوى أدائه في التوازن، التنسيق، والتخطيط الحركي.
البرامج التكاملية الحسية لا تهدف فقط إلى تعديل السلوك، بل إلى إعادة برمجة الجهاز العصبي للتنظيم الذاتي.
أ. تنظيم الحواس الداخلية والتكيف
الحس العميق (Proprioception):
الحس الدهليزي (Vestibular):
ب. تحسين المهارات العاطفية والاجتماعية
ج. قصة واقعية (دراسة حالة)
تجربة ولي أمر: "ابني (7 سنوات) كان يعاني من فرط حساسية سمعية شديدة لدرجة أنه كان يغطي أذنيه ويصرخ في محلات البقالة. بعد التشاور مع أخصائي العلاج الوظيفي، طبقنا التحفيز الحسي المتدرج باستخدام سماعات إلغاء الضوضاء في البيئات الصاخبة أولاً، ثم استبدلناها بسماعات رأس خفيفة أثناء تواجده في محيط هادئ. بعد 6 أشهر من تطبيق البرنامج الحسي اليومي (Daily Sensory Program)، أصبح قادراً على تحمل التسوق لفترات قصيرة دون نوبة غضب، وهو إنجاز كبير في تطوير التكيف.
نصائح عملية للمعلمين في الفصل
س: هل العلاج الحسي مناسب لكل طفل توحد؟
ج: نعم، غالباً ما تكون برامج التكامل الحسي مناسبة، لأن التحديات الحسية هي جزء أساسي من تشخيص التوحد. ومع ذلك، يجب أن تكون الخطة العلاجية فردية ومُكيَّفة لتجنب الإفراط الحسي.
س: كم مدة جلسات العلاج الحسي النموذجية؟
ج: تتراوح الجلسات النموذجية التي يقدمها أخصائي العلاج الوظيفي بين 45 إلى 60 دقيقة، بمعدل مرتين أو ثلاث أسبوعياً، مع ضرورة استكمال التدخل الحسي في المنزل.
س: ما الفرق بين العلاج الحسي والعلاج السلوكي (ABA)؟
ج: العلاج الحسي يركز على "الجذور" البيولوجية والعصبية (تنظيم الدماغ)، بينما يركز العلاج السلوكي (ABA) على "الثمار" (تعديل السلوكيات). وهما يعملان بشكل متكامل؛ فبمجرد أن يصبح الطفل منظمًا حسيًا، يصبح أكثر استعدادًا للاستفادة من تعلم مهارات ABA.
إن التدخل الحسي والعلاج الوظيفي الحسي هما نهج متكامل وفعال لتمكين الأطفال ذوي التوحد من التكيف مع عالمهم. من خلال التركيز على التحفيز الحسي الممنهج، يمكن تحقيق تحسن كبير في التنظيم الذاتي، المهارات الحركية، وجودة الحياة.
كما يمكنكم الاطلاع على مصادر موثوقة داعمة للمعلومات:
لا تنتظروا أكثر! للحصول على خطة علاجية مخصصة لطفلك والبدء فوراً في تحقيق تحسينات ملحوظة في التركيز والسلوك.
المصادر:
لاتوجد تعليقات